مقتل شخص في غارات إسرائيلية استهدفت اللاذقية وطرطوس
مقتل شخص في غارات إسرائيلية استهدفت اللاذقية وطرطوس
قُتل شخص في غارات جوية شنتها إسرائيل ليل الجمعة على مناطق في الساحل السوري، استهدفت مواقع عسكرية في محافظتي اللاذقية وطرطوس، بحسب ما أفاد الإعلام الرسمي السوري، في أول هجوم من نوعه منذ نحو شهر، ويأتي في خضم محاولات وساطة لاحتواء التوتر بين دمشق وتل أبيب.
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) بأن "عدواناً جوياً إسرائيلياً استهدف مواقع قرب قرية زاما في ريف جبلة جنوب اللاذقية"، وأسفر عن مقتل مدني.
من جهته، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن الضربات استهدفت "مواقع عسكرية وثكنات" تابعة لقوات موالية لدمشق في منطقتي طرطوس واللاذقية، دون الحديث عن سقوط ضحايا آخرين.
استهداف منشآت
وفي بيان رسمي، أعلن الجيش الإسرائيلي مسؤوليته عن الغارات، مؤكداً أنه استهدف منشآت لتخزين صواريخ أرض-بحر قال إنها تُشكل تهديداً مباشراً لـ"حرية الملاحة الدولية وحرية الملاحة لإسرائيل" في البحر المتوسط، وأوضح البيان أنه تم أيضاً قصف مكونات دفاع جوي في منطقة اللاذقية.
من جانبه، شدد الرئيس السوري أحمد الشرع على أن بلاده لا تسعى إلى التصعيد مع إسرائيل، داعياً المجتمع الدولي إلى إلزام تل أبيب بوقف اعتداءاتها المتكررة، وكان الشرع قد صرح من باريس أن دمشق منفتحة على حلول سلمية وأنها "تسعى لتفادي أي مواجهة عسكرية جديدة في هذه المرحلة الانتقالية".
حالة حرب قائمة
تأتي هذه الغارات في وقت حساس، حيث كشفت دمشق مطلع الشهر الجاري عن مفاوضات غير مباشرة تجريها مع إسرائيل عبر وسطاء بهدف خفض التصعيد، وقد دعا المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توماس باراك، خلال زيارة إلى دمشق، إلى حوار مباشر يبدأ بـ"اتفاق عدم اعتداء" بين الطرفين.
وتُعد سوريا وإسرائيل في حالة حرب رسمية منذ عام 1948، ورغم توقيع اتفاق فضّ الاشتباك في الجولان عام 1974، فإن المواجهات لم تنتهِ. ومنذ بداية الصراع السوري عام 2011، كثّفت إسرائيل ضرباتها على أهداف عسكرية داخل سوريا، مستهدفة قواعد إيرانية، وشحنات أسلحة لحزب الله، ومواقع تابعة لقوات النظام.
وتضاعفت هذه الضربات عقب الإطاحة برئيس النظام السابق بشار الأسد في ديسمبر 2024، إذ برّرت تل أبيب تصعيدها بالرغبة في منع وقوع الترسانة العسكرية السورية في أيدي أطراف تعدها تهديدًا مباشراً، بما في ذلك السلطات الجديدة.
وفي تطور لافت هذا الشهر، استهدفت إسرائيل محيط القصر الرئاسي في دمشق، وسط تقارير عن أعمال عنف ذات طابع طائفي، كما توغلت القوات الإسرائيلية داخل المنطقة العازلة في الجولان، واقتربت من عمق الجنوب السوري.